موقف ابو تريكة يزيده قربا من الجماهير وقميصه يتصدر الصحف الاسرائيلية

القاهرة - محرر مصراوي - بات النجم المصرى محمد أبو تريكة موضع تساؤلات شغوفة فى العالم بشأن هذا اللاعب الفنان الذى يرفض اغراءات العولمة والاحتراف خارج مصر، فيما ازداد الاهتمام به بعد واقعة اظهاره التضامن الانسانى مع الفلسطينيين فى قطاع غزة.

غير ان هناك اتفاقا عاما على القدرات الفذة لابو تريكة داخل المستطيل الاخضر مع تمتعه بأخلاق رياضية وتواضع ومناقب دفعت عشاق الكرة المصرية على مختلف انتماءاتهم للاعجاب بهذا اللاعب الخلوق وسط مقارنات تضعه الى جنب مع كبار نجوم الكرة العالمية مثل رونالدو ورونالدينو ودروجبا وايتو.

ويصف جلال النوسانى - من مشجعى فريق الزمالك - ابو تريكة بأنه عطر الاحباب ويشكل حلقة جديدة ومسيرة فذة فى سلسلة لاعبى كرة القدم المصريين العظام.

وكان ابو تريكة قد احتفل بالهدف الثانى فى مرمى السودان السبت على استاد بابا يارا فى كوماسى بكأس الامم الافريقية لكرة القدم، برفع قميصه ليظهر عبارة تعاطفا مع غزة باللغتين العربية والانجليزية فى اشارة للحصار الوحشى الاسرائيلى المفروض على الفلسطينيين من سكان القطاع ليتلقى بطاقة صفراء من الحكم البنينى كوفى كودجا فضلا عن تحذير من الاتحاد الافريقى لكرة القدم الكاف

وقد تصدرت صورة أبو تريكة ورسالة تضامنه مع الفلسطينين الصحف الإسرائيلية.

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت أن ما قام به أبو تريكة يتنافي مع القوانين الدولية الرياضية.

وابرز موقع أموميديا الاسرائيلي الحادثة مشيرا إلى احتمال استبعاد ابو تريكة بعد أن كشف عن قميص مكتوب عليها عبارة تأييد للفلسطينين.

فيما وصف مصطفى الاغا المعلق بشبكة تلفزيون الشرق الاوسط ام بى سى التحذير الذى ناله ابو تريكة بأنه اشرف انذار ناله لاعب.

واوضح ابو تريكة فى تصريح مقتضب انه يشعر بالتعاطف مع اخوانه فى غزة وان كان قد تعهد بعدم تكرار هذا التصرف الشخصى الذى لايقصد به اى مدلول سياسى فى المباريات المقبلة للبطولة الافريقية السادسة والعشرين فيما كشف سيل رسائل البريد الالكترونى على الكاف للاعراب عن التضامن والتعاطف مع ابو تريكة بعد هذه الواقعة عن الشعبية الكبيرة لهذا اللاعب الفنان حتى على المستوى العربى والافريقى.

أما المشجع الاهلاوى سعيد عبد السلام، فيطالب باسدال الستار على الواقعة مؤكدا اهمية الاستعداد لتحديات قادمة بالضرورة فى مباريات البطولة السادسة والعشرين لكأس الأمم الافريقية، ومعيدا للاذهان ان ابو تريكة لاعب خلوق ونجم متواضع رغم انه الاكثر شعبية وتوهجا وعطاء على المستطيل الاخضر حتى اختير ضمن نخبة من لاعبى العالم لأداء مباريات ودية يخصص دخلها للأنشطة الخيرية تحت اشراف الأمم المتحدة.

وفى استفتاء اجراه الموقع الرسمى لبطولات الاندية الافريقية عام 2006 حصل محمد ابو تريكة على لقب افضل لاعب بافريقيا فيما حصل على لقب هداف كأس العالم للأندية فى عام 2007 ليلعب دورا كبيرا فى حصول الاهلى على الميدالية البرونزية لهذه البطولة العالمية.

ورأى معلقون وكتاب فى الصحف ووسائل الاعلام المصرية والعربية ان مافعله ابو تريكة فى مباراة السودان لاينطوى على اى مخالفة للحظر الذى يفرضه الاتحاد الدولى لكرة القدم الفيفا على رفع اى شعارات سياسية او دينية فى المباريات مؤكدين على ان الامر كله يكشف عن شعور انسانى راق ينسجم مع جوهر رسالة الرياضة التى تعلى من شأن القيم الانسانية النبيلة.

واعادوا للأذهان ان اللاعب الغانى بانتسيل كان قد رفع العلم الاسرائيلى اثناء مباراة غانا والتشيك فى مونديال المانيا-2006 فى انتهاك صارخ لقوانين الفيفا دون ان يتعرض لاى تحذيرات رسمية، حسبما ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط.

والى جانب الغانى بانتسيل ومواطنه سامى اديجى فان الاندية الاسرائيلية تضم لاعبين ونجوما افارقة مثل ديلى ايونجا وفنسنت انياما من نيجيريا وكليفورد مولينجا من زامبيا وتسيبو ماساليلا من جنوب افريقيا.

وفى كتاب كرة القدم ضد العدو يناقش المؤلف سيمون كوبير باستفاضة انعكاسات الساحرة المستديرة التى يفترض انها وسيلة من وسائل التفاهم الدولى على السياسة والثقافة عبر جولة قام بها فى 22 دولة فيما خلص الى ان الكرة باتت فى علاقة لاتنفصم مع السياسة والفلسفة وحتى ميول البشر وعواطفهم على اختلاف الانتماءات والاوطان.

وفى بلد مثل جنوب افريقيا لعبت كرة القدم دورا مهما فى التخلص من نظام الفصل العنصرى فيما اعتبر الباحث بيتر اليجى ان الساحرة المستديرة قادرة الى حد كبير على شرح وتفسير تاريخ هذا البلد بينما لاحظت مجلة فورين بوليسى الشهيرة ان هناك بعض اوجه التشابه فى الخصال الحميدة والمناقب بين قادة كبار وتاريخيين مثل نيلسون مانديلا ولاعبين عظام مثل البرازيلى رونالدينيو .

ويجمع ابو تريكة بين صفتى الهداف وصانع الالعاب معا وهو ماتجلى بوضوح فى مباراتى المنتخب الوطنى المصرى بالبطولة الافريقية الحالية امام الكاميرون والسودان.

واعتبر محمود الجوهرى المدير الفنى للاتحاد المصرى لكرة القدم ان مشاركة ابو تريكة فى مباراة الاشقاء مصر والسودان كانت نقطة حاسمة فى المباراة التى انتهت بفوز المنتخب الوطنى المصرى بثلاثة اهداف نظيفة ليتصدر الفراعنة المجموعة الثالثة فى البطولة برصيد ست نقاط قبل المباراة الاخيرة بهذه المجموعة مع زامبيا الاربعاء المقبل.

وكان ابو تريكة قد دخل فى الدقيقة السادسة والخمسين من هذه المباراة بديلا لمحمد زيدان الذى تألق امام الكاميرون واحرز هدفين غير انه لم يكن على نفس المستوى فى مباراة مصر والسودان.

واوضح الجوهرى فى مقابلة تلفزيونية ان ابو تريكة نجح بمساعدة المدير الفنى حسن شحاتة فى قراءة الارتباك الدفاعى لمنتخب السودان خاصة فى الجهة اليسرى.