غزة هاشم عبير

غزة هاشم
إليك أرسم التحيات أطرزها ياسمينا بزهر الرمان , وأبثها مسكا يضوع عبيره , يملأ حارة المخيم , يا حبة القلوب , يا غزة هاشم بن عبد مناف .
كم أنت مكينة , كأنك جبل من فولاذ , وفتية كفتية أهل الكهف , متجذرة في أعماق التاريخ كجذور الزيتون في بلاد الشام .
كم أنت مدهشة , لجلال قدرك وعظيم هيبتك , كم أنت طاهرة يا غزة , طهارة مريم ابنة عمران , لك لوحدك تجيشت الجيوش , فجرَت الحديد , وارتفعت سحب الدخان , وتحولت السماء أوارا من نار والأرض ركاما من حطام , وأنت يا غزة لا تلين لك قناة , ولا تفل لك عزيمة .
بريئة أنت براءة نسائك الحرائر وشيوخك الأكرمين ,
هم ينشرون الديمقراطية وطعوم الحرية , وأنت تزرعين الإرهاب و التخريب , لأنك لا تساومين على حبات الرمل , ولأنك العين الساهرة والسريرة النظيفة لأمتك العربية الماجدة , ولأنك قلعة حصينة تصد الرعاع الهمج , وهجمة الرعاع , بظنونك بالجوع تركعين يا غزة , فطعمت من عزة , وأمنت من صلابة فانسلت الجموع ناكسة رءوسها .
ليست الحياة يا غزة عيشا بالخبز والماء , إذا لكانت العيشة راضية وفوق الراضية , ليست الحياة يا غزة إشباع البطون الجائعة , إن القلوب والعقول لا تستبدل الحرية بالخبز , هكذا علمتنا
أمهاتنا
إن بلاد الأفغان تزخر بالإرهاب , هكذا يزعمون فجاءوها ينشرون الديمقراطية فإذا البيوت الطينية في بلاد الهموم والأحزان تنهارعلى الشيوخ والنساء الآمنين .
جاءوا بلد الرشيد والأمين والمأمون أرض سلاح الدمار الشامل هذا إفكهم جاءوها ليلا ليحرروا العالم من الويلات , جاؤوها قضهم وقضيضهم , ليجتثوا الإرهاب , فتطيب لهم الأرض وتصفو السماء .
غزة يا غزة رباط العزة وأرض المبادئ , أرض البرتقال والزعتر , عروس الشام , أرض باركها الله سبحانه , لا تنكسر ولا تلين .
تيهي فخارا يا غزة فالآمال الكبرى تصنعها حدقات العيون وليالي المخيمات ورباطة الرجال , ابقي عزيزة حتى بزوغ فجرك الجميل وإشراقة صبحك الذي طال , اكتبي في الصفحة الأولى في دفتر الأيام البهي , الحصار لا يفل عزيمة ولا التجويع يطفئ المبادئ وتعيشين يا غزة , يا غزة هاشم بن عبد مناف , جنى جنتين دان

عبير مصطفى عوض الله